الاثنين، 2 مايو 2011
2:28 ص

هل تعرف ماذ تريد في حياتك




يكون السهم أكثر فعالية إذا أصاب الهدف بشكل دقيق ومحدد وتذهب طاقة السهم هباء إذا تم إطلاقه في الهواء الطلق دون هدف مهما كانت قوة الانطلاق فسوف يخبو وتتلاشى طاقته بالتدريج وهذا حال الكثيرين في بلادنا طاقة وحيوية في الشباب والشابات ولكن دون تحديد الاتجاه والهدف فيصبح مجموعة من الطاقات والأعمال الناجحة ولكن المهدرة في نفس الوقت ، فهل سألت نفسك ماذا تريد من حياتك هذه التي تعيشها ، الكثيرون لا يعرفون ماذا يريدون.


طالب يدخل التخصص في الجامعة ثم يخرج ثم يدخل تخصصا آخر ثم يخرج ثم يدخل تخصصا آخر ويبقى فيه لمجرد أنه ليست لديه حيلة أخرى فهل اخترت تخصصك الأكاديمي بناء على معرفة ، هل اخترت هذا التخصص وتعرف أين ينتهي وكيف تبني عليه أعمالك ومستقبلك فيما بعد أم أنك مع التيار حيث مضى في الحقيقة هذا حال الكثيرين.



آخر انخرط في وظيفة ليس لأنه يريدها بل أنه لم يجد غيرها أو رأى زملائه انخرطوا فيها فهو معهم أو قيل له أن يذهب إلى هناك فذهب معهم.



وربما تجد فتاة قابعة في البيت دون عمل ، فهل هي تريد أن تكون ربة منزل أم أنها وجدت نفسها قسرا هكذا هل تعرف هي ما تريد من حياتها. 



فتاة أخرى اختارت زوجا ليس لأنه صالح ليكون زوجا ولكن لأنها ملت من الانتظار وتريد أن تكون خارج المنزل فقبلت به وليكن بعد ذلك ما يكون فهل تعرف هي ما تريد.



إن كل قرار تتخذه له انعكاس جذري في حياتك بل إنك لو لم تتخذ قرارا فسيعد ذلك قرارا اتخذته ، وإن كل قرار تتخذه له بداية ونتائج ونهاية فهل أنت على وعي من ذلك. لن تستطيع أن تتخذ قرارات فاعلة ما لم تكن أنت صاحب هذا القرار وليس غيرك ولن تكون القدرة على اتخاذ القرارات الفاعلة ما لم تكن لديك رؤية عن المكان الذي تريد الوصول إليه ولن تكون لديك القدرة على إحداث الرؤية ما لم تكن لديك المعلومات الكافية والغنية التي من خلالها تستطيع اتخاذ القرار الصائب وهذا يفسر قصور الكثيرين عن اتخاذ القرارات الصحيحة أو حتى التوقف عن اتخاذ القرارات من الأساس.



وكثيرا في هدأة الصباح وعند شروق الشمس أبدا في التفكير فأقول لنفسي أنه في فترة من فترات عمرنا نبدأ بالتفكير حول الحياة والموت والاتجاه والهدف وغاية الخلق ومغزى الكون فمن الناس من يصحو وينضج في العقد الثاني من العمر ومن الناس من يصحو وينضج في العقد الثالث من العمر ومن الناس من يصحو وينضج في العقد الرابع من العمر ومن الناس من لا يصحو أبدا فيموت وهو لا يزال يلعب.



إن من أعظم نعم الله علينا هي القدرة على التأمل.

0 التعليقات:

إرسال تعليق